الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في فيلم "جنات فوق الأرض": كم من جنة مهدورة فيك يا تونس؟

نشر في  04 نوفمبر 2017  (22:11)

بمبادرة من مرصد السيادة الغذائية والبيئية، تم يوم الاربعاء 1 نوفمبر أول عرض للسلسلة الوثائقية القصيرة "جنات فوق الأرض" وذلك بدار الثقافة إبن رشيق بالعاصمة. 

ويتناول "جنات فوق الأرض" مسألة العدالة البيئية في الجنوب التونسي من وجهات نظر ثلة من الناشطين في مجال القضايا البيئية في شمال إفريقيا. ويأخذنا الفيلم الى رحلة بين أربعة مدن تونسية وهي قابس والرديف وأم العرايس التي ترزح تحت مخلفات الصناعة الإستخراجية للفسفاط، أما الرابعة فهي جمنة التي تتوفر فيها تجربة فريدة في التنظم والدفاع عن حق السكان في الأرض.

وقد شدنا الشريط، وهو من اخراج نادر بوحموش، لقدرته على ابراز الثراء البيئي في منطقة الحوض المنجمي بصفة خاصة وعجز الدولة على خلق توازنات بيئية تجعل من هذه المنطقة جنات يطيب فيها العيش، فرغم ما تعج به من موارد طبيعية، فإن متساكنيها يعانون من التلوث ومن مخلفات استخراج الفسفاط على صحتهم حيث ترتفع نسبة الاصابة بالسرطان وانتشار حالات الاجهاض والعقم والامراض التنفسية الى جانب ارتفاع نسبة البطالة وغياب عديد المرافق الاساسية سواء كانت استشفائية أو مدرسية.

في المقابل، نجحت جمعية حماية واحات جمنة بولاية قبلي، منذ أن استرجعت التصرف في حقول التمور، في تحقيق عدة انجازات لفائدة الصالح العام ومنها اقتناء سيارة اسعاف لفائدة مشفى الجهة وتسقيف السوق الاسبوعية وتشييد قاعة رياضية وغيرها من المشاريع التي لم تقدر السلط الجهوية على تحقيقها.

فيلم "جنات فوق الأرض" يدعونا للتساؤل حول ثروات تونس المهدورة، فالمتساكنون لا ينتفعون من موارد جهاتهم وكذلك المحيط البيئي يشكو من أضرار جسيمة مما يخلق أزمات ومشاكل اجتماعية حادة عوض أن تتوجه السلطات بالاشتراك مع المجتمع المدني الى تمهيد الطريق لخلق "جنات" يطيب فيها العيش للجميع. 

شيراز بن مراد